وتميزت هذه الدينامية بعقد الدورة الثانية للمشاورات السياسية المغربية الفلبينية، في مارس 2022، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره الفلبيني تيودورو لوكسين جونيور.
والتزم الجانبان خلال هذه الدورة بتعزيز الحوار السياسي أكثر والنهوض بالتعاون القطاعي في مختلف المجالات، من قبيل التجارة، والسياحة، والتعاون البحري، والطاقات المتجددة، والحفاظ على البيئة، وتنمية القدرات.
ومن أجل ارساء إطار قانوني لهذه العلاقات، وقع البلدان اتفاقية تعاون في مجال الخدمات الجوية ومذكرتي تفاهم لإقامة المشاورات السياسية بين البلدين.
ويروم الجانبان من خلال اتفاقية الخدمات الجوية، إلى الارتقاء بمنظومة الطيران الدولي القائمة على المنافسة بين شركات الطيران في البلدين، وإنشاء شبكات نقل جوي تقدم خدمات تستجيب لاحتياجات العموم من حيث السفر والتسليم مع أسعار وخدمات تنافسية في الأسواق.
وفي ما يتعلق بمذكرة التفاهم حول ارساء آلية للمشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، فإنها تمهد الطريق لعقد مشاورات دورية لدراسة مختلف جوانب العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جهة أخرى تم توقيع اتفاق تعاون بين وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة الأنباء الفلبينية، يتعلق بتبادل المعلومات باللغة الإنجليزية، فضلا عن الصور والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو والرسوم البيانية التي تنتجها الوكالتان، مع إعطاء الأولوية للمعلومات المتعلقة بالبلدين.
وبموجب هذا الاتفاق، تلتزم الوكالتان الصحافيتان أيضا بمنح التسهيلات والدعم لمبعوثيهما الخاصين والمراسلين في المغرب والفلبين و تبادل الزيارات والخبرات في المجالات الصحفية والتقنية والإدارية.
كما عرفت هذه السنة الافتتاح الرسمي لسفارة الفلبين في الرباط، وهو ما يبرز إرادة البلدين في تعزيز علاقات التعاون الثنائي.
وأعرب البلدان خلال سنة 2022 عن الإرادة المشتركة للنهوض بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات والاستفادة من فرص التبادلات التي يتيحها الوضع الجغرافي للبلدين.
وفي هذا السياق، أعربت الفلبين عن دعمها الراسخ لسيادة المغرب ووحدته الترابية، واصفة مخطط الحكم الذاتي لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية "بالأساس المتين".
كما أشادت الفلبين بالنموذج التنموي الجديد الذي اعتمده المغرب، والذي يقوم على مقاربة متقدمة وشاملة ومندمجة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق "برؤية متقدمة للمملكة المغربية التي تعتمد مقاربة شاملة ومندمجة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
واتفق المغرب والفلبين على تنسيق مواقفهما داخل المنظمات الإقليمية والدولية لمكافحة التقارب بين الانفصال والإرهاب.
كما تجسدت دينامية العلاقات بين المغرب والفلبين من خلال الأنشطة الثقافية.
وفي هذا الاطار، شارك المغرب في المؤتمر الدولي الرابع حول الإحصاءات الثقافية والاقتصاد الإبداعي، المنعقد في أكتوبر الماضي في مانيلا ، تحت شعار "الثقافة تهم: صياغة المستقبل الإبداعي للفلبين".
وتميزت هذه المشاركة بعرض النتائج الرئيسية للتنفيذ النموذجي "للمؤشرات الثقافية/2030 لليونسكو" للمغرب ومدينة الصويرة من طرف السيدة نعيمة لهبيل التجمعتي، الخبيرة الإقليمية لليونسكو والمستشارة الدولية في التراث الثقافي.
وتم تسليط الضوء خلال هذا الحدث على حصيلة التنفيذ النموذجي "للمؤشرات الثقافية/2030 لليونسكو" للمغرب ومدينة الصويرة ، مع تقديم النتائج الرئيسية في مجال الثقافة بالمغرب في إطار الدراسات المنجزة في ضمن هذا المشروع الدولي.
وفضلا عن ذلك، شارك وفد مغربي، في أكتوبر بمانيلا ، في أشغال أسبوع آسيا والمحيط الهادئ 2022 لمؤتمر لاهاي حول القانون الدولي الخاص ، المنظم تحت شعار "تمكين التعاون العابر للحدود في المنطقة و خارجها".
وهكذا فإن الأحداث التي ميزت هذه السنة تبين المناخ الودي المثمر الذي يعكس تميز العلاقات الثنائية ورادة البلدين في تطويرها وتنويعها أكثر.