وقال جلالة الملك٬ في خطاب وجهه إلى القمة العربية ال 24 التي انطلقت أشغالها اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة٬ وتلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ السيد سعد الدين العثماني٬ "إننا معنيون٬ كل حسب موقعه٬ وكل حسب إمكانياته٬ بمستقبل المنطقة العربية٬ التي نتطلع جميعنا إلى أن تنعم فيها دولنا بالنمو الاقتصادي الخلاق٬ وبمبادئ الديمقراطية والحكامة الجيدة والعدالة الاجتماعية".
وأكد جلالة الملك أنه "لن يتأتى تحقيق هذه الغايات المثلى٬ إلا بتعزيز وتضافر الجهود لاندماج أمثل بين الدول العربية ولاسيما بين الدول المغاربية ".
وأضاف جلالة الملك "إننا لمطالبون اليوم بتكثيف الجهود للحفاظ على المكتسبات التي حققناها٬ وتعزيزها بشكل دائم يساهم في الدفع قدما نحو المزيد من حسن تدبير الإمكانيات الطبيعية وتنمية الطاقات البشرية٬ التي يزخر بها العالم العربي والتي تؤهله ليكون أحد الأقطاب السياسية الفاعلة في الساحة الدولية وأحد التكتلات الاقتصادية الناجحة٬ والمساهمة بفعالية في الاقتصادي العالمي".
ونوه صاحب الجلالة بمبادرة صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة٬ عاهل مملكة البحرين٬ بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان٬ لتكون إحدى الآليات القانونية التي سيوكل لها دعم وتطوير العمل العربي المشترك٬ على مستوى حقوق الإنسان٬ وذلك لمواكبة الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال٬ للإرتقاء بحقوق الإنسان في مختلف تجلياتها.
وأكد جلالته ٬ بموازاة ذلك٬ على ضرورة متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بخصوص برامج واستراتيجيات الأمن الغذائي والمائي٬ الذي يعتبر أحد التحديات العربية الراهنة والمستقبلية٬ وأشار على الخصوص إلى مشروع البرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي٬ وإستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية "الذي ينسجم مع توجهاتنا الوطنية في هذا المجال الحيوي".
وفي هذا الصدد٬ ذكر جلالة الملك بإطلاق المغرب٬ سنة 2008٬ لمخطط المغرب الأخضر٬ الذي يرتكز على تنفيذ 960 مشروعا في إطار الفلاحة العصرية٬ باستثمارات تقدر بنحو 9 ملايير دولار٬ كما ذكر بإعداد المملكة للبرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري٬ الذي يهدف إلى الحد من ندرة الموارد المائية وتحسين طريقة استعمالها للأغراض الفلاحية٬ خلال الفترة 2008-2020.
وتدعيما للجهود الوطنية والعربية في هذا المجال٬ أكد جلالة الملك أن المغرب يولي أهمية خاصة لإحداث المركز العربي للدراسات الاستراتيجية والأبحاث المائية٬ يكون مقره بالمملكة المغربية.