وتم خلال هذا الحفل، التعريف بالمنجزات التي حققتها المندوبية، وإبراز الأدوار والمهام المبذولة لأنسنة المؤسسات السجنية، والنهوض بأوضاع السجناء، وتطوير برامج تكوين وإعادة إدماجهم.
وفي كلمة بالمناسبة، قال مدير السجن المحلي بويزكارن، محمد خاليد، إن الاحتفال بذكرى تأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، مناسبة للوقوف على ما تحقق من منجزات واستشراف المشاريع المستقبلية ورفع التحديات المنتظرة، مضيفا أن هذا الموعد السنوي لا يرتبط فقط بالاحتفاء بإحداث المندوبية العامة وإنما يشكل أيضا محطة متجددة لتكريم موظفي قطاع إدارة السجون وإعادة الإدماج.
وأبرز السيد خاليد أن السنة الماضية شكلت محطة هامة في مسار الإصلاح والتطور الذي انخرطت فيه المندوبية العامة منذ سنوات، والتي حرصت على مواصلة تنزيل ورش أنسة ظروف الاعتقال من خلال تحديث حظيرة السجون وتعزيز طاقتها الاستيعابية من أجل معالجة معضلة الاكتظاظ وتمكين السجناء من قضاء فترة العقوبة في ظروف تحفظ كرامتهم، مضيفا أنه بالموازاة مع هذه الجهود، واصلت المندوبية تحسين خدمات التغذية والنظافة والرعاية الصحية والنفسية، وكذا تعزيز المقاربة الحقوقية في الوسط السجني وترسيخ ثقافة مهنية تقوم على أساس معاملة السجناء وفقا لما يقتضيه القانون من ضبط وانضباط ودون أي تمييز أو تجاوزات.
من جهة أخرى، استعرض مدير السجن المحلي مختلف المنجزات التي قامت بها المندوبية العامة سواء في ما يتعلق بتطوير مجال التأهيل وإعادة الإدماج، أو البرامج التربوية، أو الأنشطة التأهيلية، موضحا، في هذا السياق، أن المندوبية العامة عمدت إلى إعداد وتنزيل برامج تأهيلية حديثة ترتكز على مبدأ التفريد من أجل إعادة إدماج اجتماعي أفضل للسجناء وذلك موازاة مع عملها المتواصل لتعزيز الأمن والسلامة بالمؤسسات السجنية وجعلها فضاء آمنا لتنزيل مختلف البرامج التأهيلية.
وبهذا الخصوص، أشار السيد خاليد إلى أن البرامج التربوية شهدت خلال سنة 2023 على مستوى السجن المحلي بويزكارن، تسجيل ما مجموعه 727 نزيلا بمختلف المستويات التعليمية (محو الأمية، تعليم ابتدائي، إعدادي، بكالوريا أحرار، تعليم جامعي)، بالإضافة إلى التكوين المهني والحرفي.
وأضاف أنه تم في مجال الأنشطة التأهيلية استفادة 2485 نزيلا من حصص تحفيظ القرآن الكريم ودروس الوعظ والإرشاد، واستفادة 1547 نزيلا من الأنشطة الثقافية، وكذا استفادة 2381 نزيلا من الأنشطة الرياضية، و 4722 نزيلا من الأنشطة الفنية، و2967 نزيلا من الأنشطة الاجتماعية والتحسيسية.
كما أبرز أن المندوبية العامة واصلت تعزيز التفتيش والمراقبة وتوحيد المساطر وإرساء آليات تدبير نجاعة الأداء وتطوير الإدارة الإلكترونية وتعزيز دينامية التعاون على الصعيدين الوطني والدولي، مؤكدا أن المندوبية ستواصل سعيها الحثيث لتطوير منظومة السجون ورفع التحديات الأمنية والحقوقية والاجتماعية لبلادنا بالتعاون مع كافة الشركاء.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره عدد من ممثلي السلطات القضائية والأمنية والمصالح الخارجية، وجمعيات المجتمع المدني، بتكريم موظف وموظفة متميزين بالسجن المحلي بويزكارن، تقديرا لسلوكهما ومردوديتهما وجهودهما في أداء مهامهما داخل هذه المؤسسة السجنية، بالإضافة إلى تكريم موظف متقاعد وموظفة وافتها المنية خلال هذه السنة.
كما عرف الحفل عرض شريط تناول أبرز منجزات المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في عدة مجالات اجتماعية وصحية وتربوية وأمنية وأيضا مجال الإدماج، وكذا من حيث تدبير الموارد البشرية وأنسنة ظروف الاعتقال.