ولا شك أن هذه المشاريع الرائدة أعطت دفعة جديدة لمسار التنمية بهذا الإقليم الذي يغلب عليه الطابع الجبلي ، وذلك من خلال إطلاق مشاريع مهمة في مجال التجهيز وتأهيل عدد من البنيات التحتية الصحية والتربوية والاجتماعية، وخدمات القرب المتميزة الرامية إلى تسهيل ولوج ساكنة المناطق الحضرية والجبلية للخدمات الأساسية.
وتسعى هذه المشاريع المهيكلة التي تتوزع على مختلف المناطق القروية والجبلية بإقليم خنيفرة من أجل الحد من التفاوتات الاجتماعية والمجالية، إلى النهوض بالخدمات الاجتماعية الأساسية وتسهيل ولوج الساكنة القروية إلى البنيات لتحتية الأساسية.
فعلى مستوى البنيات التحتية الصحية، قام المجلس الإقليمي بشراكة مع مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، بإحداث مركز صحي قروي جديد بجماعة القباب ، رصدت له تكلفة بحوالي 5.5 مليون درهم، بالإضافة إلى موافقة المجلس الإقليم على خلق ملحقة للمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بعاصمة زيان.
أما في ما يتعلق بالتزود بالماء الصالح للشرب، ومن أجل مواجهة تداعيات ندرة التساقطات المطرية ببعض مناطق الإقليم، فقد أنجز المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب - قطاع الماء - حزمة من المشاريع برسم 2022/2021 بتكلفة مالية تبلغ 20.38 مليون درهم. بالإضافة إلى وجود مشاريع أخرى في مراحلها الأخيرة من الإنجاز بتمويل يفوق 29 مليون درهم.
من جهة أخرى، وفي إطار الحفاظ على الفرشة المائية ومن أجل حماية البيئة وتقليص مخاطر التلوث الناتج عن الصرف الصحي العشوائي، تم إنجاز مشاريع تهم التطهير السائل رصدت لها كلفة مالية تصل 65 مليون درهم وذلك لمواجهة هذه الآفة.
وفيما يتعلق ببرنامج مكافحة الفوارق الاجتماعية والمجالية بالعالم القروي، شهدت سنة 2022 الانتهاء من إنجاز سلسلة من المشاريع ذات وقع سوسيو- اقتصادي قوي، لا سيما في ما يخص فك العزلة عن بعض المناطق والرفع من مستوى السلامة الطرقية.
وتم في إطار هذا البرنامج القيام بتوسعة وتقوية عدد من الطرق منها الطريق الإقليمية 7311 الرابطة بين أم الربيع وويوان على طول 12 كيلومتر بتكلفة مالية قدرها 17.5 مليون درهم، والطريق الإقليمية 7306 الرابطة بين أجدير وتكلمامين على طول 12 كيلومتر بتكلفة مالية قدرها 18.6 مليون درهم، وكذا الطريق الإقليمية رقم 3214 الرابط بين سيدي يحيى أوساعد والقباب على طول 11.5 كيلومتر بتكلفة مالية قدرها 11 مليون درهم.
وفي إطار برنامج صيانة الطرق بالإقليم، تم توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم 08 الرابطة بين تكد ومريرت على طول 5 كيلومترات بمبلغ 20 مليون درهم.
كما تميز السنة الجارية بإطلاق سلسلة من المشاريع في طور الإنجاز، والتي ستساهم في فك العزلة عن الساكنة المحلية، منها بالخصوص، إنجاز الطريق الإقليمية 7309 الرابطة بين الحمام وتانفنيت على طول 7 كيلومترات بلكلفة قدرها 7.5 مليون درهم، وتوسيع وتقوية الطريقين الإقليميتين رقم 7210 و7309 على طول 8957 كيلومتر بتمويل قدره 11.5 مليون درهم.
أما في إطار توسيع العرض المدرسي، واستجابة للطلب المتزايد على التمدرس، فإن 6 مؤسسات تعليمية توجد قيد الإنجاز منها 4 مؤسسات ابتدائية بينها مدرستان جماعيتان، ومؤسستين للتعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي.
بالإضافة إلى ذلك، وفي إطار إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية، انخرطت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بإقليم خنيفرة في الجهود المبذولة عبر تعويض 50 حجر للدرس مفككة بأخرى من البناء الصلب.
كما تم بناء 31 وحدة للتعليم الأولي وإعادة تأهيل مركز رياضي ودراسي مع ربط 60 مدرسة بالشبكة الكهربائية ، وتزويد 20 أخرى بشبكة الماء الصالح للشرب.
وفي إطار تفعيل برنامج "أوراش" ، تم توقيع 84 اتفاقية للشراكة مع الجمعيات والتعاونيات والمصالح اللاممركزة المعنية.
وقد تم توقيع هذه الاتفاقيات مع ممثلي 42 جمعية و4 تعاونيات محلية تم انتقاؤها وفقا لمعايير محددة بشكل جيد من طرف اللجنة الإقليمية لبرنامج "أوراش".
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى إنجاز 84 مشروعا موزعا على 22 جماعة بإقليم خنيفرة من أجل خلق ما مجموعه 1100 منصب شغل مؤقت مباشر خلال سنة 2022.
ومن المؤكد أن هذه المشاريع ستخلق دينامية غير مسبوقة على جميع المستويات، بالنظر إلى الإمكانات المهمة البيئية والسياحية والثقافية والتاريخية التي يزخر بها هذا الإقليم الجبلي.
وهكذا، يواصل إقليم خنيفرة مسيرته الحازمة من أجل أن يتحول إلى ورش كبير ومفتوح يمكن هذه المنطقة من لعب الدور داخل النسيج السوسيو-اقتصادي الوطني.