وهكذا، تم إطلاق استثمارات مهمة من أجل تحقيق تقارب سريع على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم جهة كلميم - واد نون على غرار باقي الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى جعل الصحراء المغربية قطبا اقتصاديا وسياحيا مهما على المستوى الوطني والدولي، خاصة مع اعتماد النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 2015 (77 مليار درهم).
وشهدت الجهة، خلال السنة التي تشارف على الانتهاء، دينامية وحركية تنموية في شتى المجالات خصوصا الاجتماعية والاقتصادية، وذلك من منطلق رؤية ترتكز على تثمين هذه الجهة وجعلها قطبا للجذب الاقتصادي والسياحي، لا سيما وأن الجهة هي باب الصحراء المغربية وحلقة وصل بين شمال المملكة وجنوبها.
ولعل الزيارات الميدانية التي قام بها عدد من الوزراء والمسؤولين لجهة كلميم - واد نون خلال السنة الجارية (التجهيز، الصحة، الصيد البحري ..)، من أجل إطلاق وتفقد مشاريع اقتصادية وصحية واجتماعية، تجسد العناية المتواصلة التي أولتها السياسات العمومية لهذه الجهة كقطب تنموي واعد، وذلك في إطار العمل على تثمين مؤهلاتها الطبيعية والفلاحية والاقتصادية والسياحية.
وفي سياق المشاريع الكبرى، يبرز ورش تشييد الطرق لاسيما الطريق السريع "تزنيت- الداخلة" الذي يندرج في إطار البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي سيمر عبر جهة كلميم - واد نون (على مسافة 296 كلم). وهو مشروع ضخم تراهن عليه الجهة كرافعة لتحقيق التنمية وجذب الاستثمارات، إضافة إلى مشاريع أخرى مهيكلة منها سد فاصك، والمستشفى الجهوي، وكذا معاهد ومدارس عليا بمختلف أقاليم الجهة (كلميم، أسا الزاك، سيدي إفني، طانطان).
ومن المشاريع الضخمة التي ستعطي دينامية قوية لقطاع الفلاحة بالجهة وتخلق فرص شغل، هناك المنشآت المائية كسد فاصك بكلميم (انطلقت الأشغال به سنة 2018) الذي رصدت له كلفة مالية تقدر بـ 1.5 مليار درهم، والذي سيكون أكبر سد بالأقاليم الجنوبية للمملكة، بحقينة إجمالية تصل إلى 79 مليون متر مكعب وسقي ما بين 10 إلى 20 ألف هكتار من المحيط الفلاحي للسد.
وكان وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء قام، في شهر أبريل الماضي، بزيارة ميدانية لإقليمي كلميم وسيدي إفني تفقد خلالها تقدم الأشغال بالطريق السريع تزنيت - الداخلة، ومنشآت مائية منها سد فاصك وسد تلات نترامت (100 بالمائة)، وسد سيدي داود.
وفي سياق تقوية وتعزيز البنية التحتية لقطاع الصناعة التقليدية، لكونه من القطاعات الحيوية بالجهة، يتم إنجاز مشروع مجمع الصناعة التقليدية بكلميم الذي يندرج في إطار برنامج التنمية المندمجة للجهة (2016 - 2021)، والذي يضم مركزا للدعم التقني ومنطقة للأنشطة التقليدية ومركزا للتكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية.
ولمزيد من تعزيز البنيات التحتية التكوينية والجامعية، ينتظر أن تضطلع "مدينة المهن والكفاءات" التي يتوقع إحداثها بالجهة، بدور كبير في النهوض بالتجارة والصناعة بكلميم، وهو مشروع يندرج في إطار برنامج طموح لتطوير قطاع التكوين المهني بإنشاء 12 مدينة للمهن والكفاءات، تم تقديمه أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 4 أبريل 2019.
وفي السياق ذاته، صادق مجلس الجهة، خلال دورته العادية لشهر يوليوز الماضي، على اتفاقيات شراكة تهم إحداث معاهد ومدارس عليا، منها المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة طانطان (60 مليون درهم)، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بسيدي إفني (75 مليون درهم)، والكلية متعددة التخصصات بإقليم أسا الزاك (81 مليون درهم).
كما صادق المجلس، في سياق رهان الجهة على تطوير منصات لوجيستيكية وصناعية متقدمة لجذب المستثمرين مغاربة وأجانب، على اتفاقية شراكة لإنجاز منطقة الأنشطة الاقتصادية بمدينة الوطية إقليم طانطان (67.4 مليون درهم) على مساحة 65 هكتار.
وفي مجال الصيد البحري، سيتم على مستوى إقليم سيدي إفني، إحداث محطة للعرض والتكوين في مجال استزراع الأسماك والصدفيات في إطار التعاون بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات (مديرية الصيد البحري)، والوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، ومنظمة (الفاو)، وبتمويل مشترك من حكومتي النرويج وهولندا بمبلغ يصل إلى 2.5 مليـون دولار.
ولهذه الغاية، قامت مديرة الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، مجيدة معروف، في شهر ماي المنصرم، بزيارة ميدانية لميناء سيدي إفني رفقة سفيرة النرويج بالمغرب ميريث نيغارد، وممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمغرب (الفاو) فلورونس رول، حيث قمن بمعاينة النظام البيئي الذي سيحتضن هذا المشروع على طول سواحل سيدي إفني.
وفي المجال الصحي، سيساهم مشروع المستشفى الجهوي بكلميم، الذي يوجد في طور الانجاز (250 سريرا)، في رفع قدرات الجهة في الاستشفاء المحلي وتطوير العرض الصحي وتقريب الخدمات الطبية للمواطنين.
كما سيتم إحداث مركز استشفائي إقليمي جديد بسيدي إفني (230 مليون درهم)، يندرج في إطار المشاريع الكبرى الموقعة أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس (برنامج التنمية المندمجة لجهة كلميم - واد نون 2016-2021).
وكان وزير الصحة، خالد أيت الطالب، قام في أبريل الماضي، بزيارة تفقدية للوعاء العقاري المخصص لهذا المشروع (120 سريرا) الذي سينجز على مساحة ست هكتارات، منها أزيد من 25 ألف متر مربع مساحة مغطاة.