وتمثلت أبرز التظاهرات التي احتضنها هذا البلد الخليجي ، في المعرض العالمي "إكسبو دبي 2020 " ، الذي تم تأجيله السنة الفارطة بسبب الجائحة ،ويستمر حتى متم مارس 2022 على مساحة 4.38 كلم مربع ، تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل".
وتعتبر هذه التظاهرة الدولية ، التي تشكل أكبر تجمع ثقافي في العالم ،من المتوقع ان تستقطب على مدى ستة أشهر نحو 25 مليون زائر ، حاضنة الأفكار الأكثر تأثيرا في العالم ، إذ يحفز على تبادل الرؤى الجديدة ، ويلهم التحرك نحو إيجاد حلول واقعية لتحديات العالم الحقيقية.
ويتيح "إكسبو دبي 2020 "، وهو الأول من نوعه الذي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، لملايين الزوار، الاطلاع على تجارب أكثر من 200 جهة، بما في ذلك دول، ومنظمات متعددة الأطراف ، وشركات، ومؤسسات تعليمية ، من خلال آلاف التظاهرات والتجارب الاستكشافية المبهرة.
الى ذلك أقرت دولة الامارات العربية المتحدة خلال السنة التي نودعها ، عشرة مبادئ للخمسين عاما المقبلة ،تشكل مرجعا لجميع المؤسسات في البلاد ، لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهاراً، وتطوير علاقات إقليمية ودولية، لتحقيق مصالح الدولة العليا، ودعم أسس السلام والاستقرار في العالم.
وأعطت الدولة في هذا الصدد أساسا ،الأولوية الرئيسية الكبرى لتقوية اتحادها وتطوير كافة مناطق البلاد ، عمرانيا وتنمويا واقتصاديا،، ثم التركيز على بناء اقتصاد تنافسي يضاهي الاقتصادات العالمية مع الحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها خلال الخمسين عاما السابقة.
وتقضي هذه المبادئ أيضا بجعل السياسة الخارجية للامارات ،أداة لخدمة الأهداف العليا للبلاد، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية ،وتطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع محيطها وجوارها، والعمل على تطوير التعليم، والقطاع الرقمي والعلمي ، وتعزيز الانفتاح والتسامح، وترسيخ دولة العدالة، ومواصلة العمل الإنساني خارج الدولة ، الى جانب اعتماد مبدإ السلم والسلام ، والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات.
ولعل من الأحداث البارزة أيضا في سجل الامارات خلال سنة 2021 ، فوزها باستضافة الدورة ال28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) ، المقرر تنظيمه العام 2023 في أبوظبي ، مما شكل تتويجا للجهود والمبادرات الاستباقية البيئية في هذا البلد، والذي تزامن مع اعلان الامارات عن اعتزامها تحقيق الحياد الكربوني "صفر كربون" عام 2050، لتكون بذلك الدولة الأولى في الخليج العربي وغرب آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا المجال.
وتنضاف الى كل هذه الإنجازات ،نجاح الإمارات في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ، بعد أن تمكن مسبارها الاستكشافي، مسبار "الأمل"، من دخول مدار الكوكب الأحمر.
وكان مسبار الأمل الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، قد وصل إلى المدار حول الكوكب، لتصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.
وبنجاح هذه المهمة الفضائية ،أضحى بإمكان علماء الإمارات دراسة الغلاف الجوي للكوكب .
ويحمل المسبار ثلاث أدوات ستراقب، من بين أهداف أخرى، كيف تتسرب الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين ، بقايا المياه الوفيرة من المريخ ، إلى الفضاء.
وعقب هذا النجاح ، قررت الإمارات ، ضمن مشاريعها للخمسين عاما المقبلة ،خوض غمار مهمة جديدة في مجال الفضاء ، تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تنطلق في عام 2028، وتقطع 3.6 مليار كيلومتر، في مهمة علمية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات ، تستمر حتى عام 2033.
وهذه أول مهمة عربية من نوعها لاستكشاف كوكب الزهرة ، وجمع بيانات علمية غير مسبوقة عن سبع كويكبات داخل المجموعة الشمسية، على أن تهبط المركبة على آخر كويكب من الكويكبات السبعة.
وبذلك تصبح الامارات أول دولة عربية، ورابع دولة عالميا ، ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
وبالإضافة الى اعتبارها بلد الأرقام القياسية المحققة في عدة مجالات ،واستضافتها للعديد من المؤتمرات والتظاهرات السياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها، استطاعت الامارات التغلب على جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19 ) بفضل حسن ادارتها للوباء ، وسياستها الاستباقية في مجال التلقيح ، حيث تم الإعلان من أعلى مستوى في الدولة عن خروج البلاد من هذه الأزمة وبداية عودة الحياة إلى طبيعتها.
وجسد احتفال الامارات خلال سنة 2021 بعيدها الخمسين، مناسبة لاستعراض مختلف الإنجازات التي حققها هذا البلد ، منذ تأسيسه، وتسطير الأهداف المراد تحقيقها في المرحلة المقبلة في مسارها التنموي .