ويقوم الأستاذ الورديغي، في هذا الكتاب المترجم من الفرنسية، بسرد قصة أمه أمينة لوباريسة، حيث يدقق فيه كل معاني المحبة والمودة التي كان يكنها الكاتب لأمه، التي اعتنت به بعد وفاة أبيه الرباطي الدباغ الحاج امحمد المرديغي، رئيس نقابة الدباغين.
وفي تقديمه للكتاب، يقول المؤرخ عبد الرحيم الورديغي إن "الكثير من الكتاب والشعراء والمغنين كتبوا عن أمهاتهم، فأنا بدوري أكتب عن أمي لإنهاء وتتميم كتابة مؤلفاتي العديدة عن المقاومة وعن المغرب ما بعد الاستقلال، وشخصيات سياسية عديدة".
وأضاف السيد الورديغي "ففي هذا الكتيب، سأحاول أن أدافع عنها، أمي التي أغلى من روحي، وعن ظلمها، لأن هذه الشخصية قامت بحمايتي منذ ولادتي، وأنا يتيم الأب، فأصبحت أرملة في شبابها اليانع، تتقاضى كراءات غرف تركها حظيا أبي المرحوم، فبهذه الكراءات تابعت دراستي إلى النهاية، ثم عالجتني عندما كنت أمرض، ثم قامت بكل شيء، لأعيش كحال الأطفال اليتامى من أبيهم، ولكن أحسن منهم، هي كانت تفهمني وأنا أفهمها".
وتابع بالقول "ففي كل مرحلة من حياتي في الصبا والشباب، كانت تتابعني بدقة، بنفسها وبصبرها وتجلدها ...".
وأوضح الكاتب أنه وصف المراحل التي مر بها في حياته منذ ولادته، ثم الاعتناء بي ورعايته والإغداق عليه بكل ما يشتهي، حتى أصبحت رجلا كهلا، متزوجا وأبا لأطفال أربعة.
وينقسم الكتاب إلى ستة فصول، "ولادتي وحياتي العائلية مع أمي"، و"أمي تكلفني دائما بجمع الكراءات في كل مرة وحين''، و"دخولي إلى المدرسة الفرنسية"، و"أمي تسهر علي وتراقبني"، و"والدتي والمقاومة المغربية".